يعود مسلسل أبو العروسة بحلته الثالثة إلى الشاشة المصرية، ليكمل سرد حياة الأسرة المصرية من الطبقة الوسطى في زمن تغييرات اجتماعية وثقافية كبيرة. المسلسل الذي لاقى رواجًا كبيرًا في الجزأين المنصرمين، يستأنف عرضه على قناة DMC بدايةً من 22 يناير 2022. (EgyptToday)
من هم الأبطال والجديد في الجزء الثالث؟
يشارك في الجزء الجديد معظم نجوم العمل الذين ارتبطت بهم جماهير الدراما مثل:
- سيد رجب
- سوسن بدر
- ولاء الشريف
- نرمين الفقي
- مدحت صالح
- ميدو عادل
- محمود حجازي
- كارولين عزمي
- خالد كمال
- ديانا هشام (EgyptToday)
كما انضم للعمل في هذا الجزء فنانتان جديدتان هما وفاء صادق ونور محمود، مما يعد بإثراء التمثيل وإضفاء عناصر درامية جديدة. (EgyptToday)
الطرح والمواضيع
يستمر المسلسل في تناول التحديات التي تواجهها العائلة المصرية المعاصرة، خصوصًا بين الأجيال – الآباء والأبناء – في ظل تأثير التكنولوجيا، التغيرات الاجتماعية، والاختلاف في القيم بين الماضي والحاضر. كما يسلّط الضوء على شخصية الموظف المصري، وتقلبات حياته بين ضغوط العمل، العلاقات الأسرية، والتوقعات الاجتماعية. (EgyptToday)
بعد الجدل: أصحاب ولا أعز وفؤاد يامين في مرمى التمثيل الجريء
في مطلع عام 2022، أثار فيلم أصحاب ولا أعز (Ashab Wala A’azz) ضجة كبيرة في مصر وسائر العالم العربي. العمل الذي عرضه Netflix، هو نسخة عربية من الفيلم الإيطالي Perfect Strangers. (AP News)
ما القصة التي أثارت الجدل؟
- تبدأ الأحداث حينما يجتمع سبعة أصدقاء على عشاء، ويقترح المضيفون لعبة: أن يضع الجميع هواتفهم على الطاولة بحيث تُعرض كل الرسائل والمكالمات الواردة أمام الجميع. هذا القرار يكشف أسرارًا، يخترق الخصوصية، ويطيح بواجهة العلاقات الزائفة. (AP News)
- بين هذه الأسرار يظهر دور لشخصية مثلي الجنس كانت تخفي هويتها أمام الأصدقاء، مما أثار جدلاً كبيرًا حول تمثيل المثلية في العمل الفني العربي، وما إذا كان الأمر تجاوزًا أو مفترضًا جزءًا من الواقع. (Images)
الفوضى الإعلامية الاجتماعية
الاستياء لم يأتِ من الفعل الفني وحده، بل خرج إلى السطح عبر:
- استدعاء العمل لمناقشة في الأوساط الدينية والحكومية لنقد ما اعتُبر “مساسًا بالقيم والأسرة”. (memri.org)
- هجوم على بعض المشاهد التي وصفها البعض بأنها “فارغة من الجرأة الفنية ولا تقدّم سوى إثارة الريبة”. (BBC)
- دفاع من جهات فنية ونقاد، يؤكدون أن الحرية الفنية وضرورة تناول القضايا الاجتماعية، بما فيها المثلية الجنسية بطرح موضوعي، هما حق ضروري للفن ويعكسون واقعًا يتجاهل الكثيرون التحدث عنه. (CTV News)
من هو فؤاد يامين؟ الشخصية التي نالت نصيبًا من الجدل
فؤاد يامين ممثل لبناني متعدد المواهب، شارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية، إلى جانب كونه موسيقيًا وكاتبًا. (eeMe)
في أصحاب ولا أعز، يامن جزء من طاقم التمثيل، ويُعد من الأسماء التي واجهت ردود فعل متنوعة بسبب مشاركته في عمل يتناول حساسيات مجتمعية حديثة. (IMDb)
دوره تعكس تغيّرًا في موازين تقديم الشخصيات السينمائية العربية نحو تمثيل أوسع وأكثر جرأة، خصوصًا فيما يتعلق بالهوية الجنسية. ليس من المؤكد أن دوره هو شخصية مثليّة بنفسه، لكن الفيلم يتضمّن شخصية كهذه ضمن المجموعة، مما يعني أن الممثلين المشاركين (ومن بينهم يامين) أصبحوا جزءًا من النقاش حول “من يمثل ومتى يُعرض” في الفضاء العام العربي. (Images)
تحليل ورؤية
- الفن والواقع: حينما يقدم الفن شخصيات “مختلفة” (مثل المثليّة)، فإنه لا يغدو مجرد ترفيه، بل مرآة مجتمعية ومسرحًا للنقاش.
- الخط الفاصل بين الجرأة والتحدي: الكثير من الانتقادات لا تترك مجالًا للنقاش أو التحليل الفني، بل تُركّز على ما يُعتقد أنها “انتهاكات للقيم”، دون النظر إلى الدلالات أو السياق.
- الشباب والنقاش الاجتماعي: جيل جديد يُفضّل أن يرى أشياء تُشبه واقعه – بما فيها مواضيع الهوية، الجنس، الاختيار العاطفي – حتى لو كانت مثيرة للجدل.
- دور الرقابة والمجتمع المدني: التفاعلات التي شهدها المجتمع المصري والعربي، من نقاد، ممثلين، قانونيين، وحتى الأفراد عبر وسائل التواصل، تشير إلى أن الزمان لم يَعُد يسمح بالمزج بين التجميل الفني وخضوعه للصمت دوما.
خلاصة
بين عودة أعمال درامية محلية قوية مثل أبو العروسة، وبين أفلام تتناول قضايا مثيرة للجدل مثل أصحاب ولا أعز، نرى أن الدراما العربية تخوض مرحلة انتقالية. مرحلة تتطلب منها أن تكون أكثر جرأة، أكثر نضجًا، أكثر استعدادًا لاستقبال النقد – مع احترام الجمهور وخياراته.
فؤاد يامين وغيره من الممثلين الذين شاركوا في هذا الفيلم، إنما يمثلون خطوطًا متحرّكة في خريطة التمثيل الفني العربي: بين من يراهن على الحفاظ على “القدر المقبول” من القضايا الاجتماعية، ومن يدفع نحو توسيع مساحة التعبير والتمثيل.
إذا تحب، يمكنني إعداد حوار مع الجمهور المصري/العربي حول تقييمه لهذا النوع من التمثيل، أو استطلاع رأي حول تأثير هذه الأعمال على الفنانين والسينما المحلية؟