لم تعد ليلة الهالوين تقتصر على الأزياء التنكرية والمهرجانات المخيفة، بل أصبحت طقسًا سينمائيًا سنويًا ينتظره عشاق أفلام الرعب حول العالم. وفي قلب هذا التقليد، تبقى سلسلة Halloween واحدة من أكثر السلاسل شهرة وتأثيرًا في تاريخ السينما، حيث شكّلت مع مرور الوقت أيقونة لا تموت في عالم الرعب والإثارة.
منذ ظهورها الأول عام 1978، حصدت السلسلة جمهورًا وفيًا، وأسّست شخصية “مايكل مايرز” كرمز دائم للشر الغامض. وبين تحف فنية خالدة وأجزاء أثارت الجدل، نستعرض معكم هنا أفضل 10 أفلام في سلسلة Halloween، التي ساهمت في بناء إرثها السينمائي الطويل.
1. Halloween (1978)
الجزء الكلاسيكي الذي بدأ كل شيء
يُعدّ هذا الفيلم من روائع المخرج جون كاربنتر، حيث قدم فيه شخصية مايكل مايرز لأول مرة؛ الطفل الذي قتل شقيقته، ثم قضى 15 عامًا في مصحة عقلية، قبل أن يهرب في ليلة الهالوين ويعود إلى بلدته هادونفيلد ليطارد المراهقة لوري سترود (التي تجسدها جيمي لي كيرتس) في سلسلة مشاهد توترية أصبحت مرجعًا في سينما الرعب.
هذا الفيلم لم يخلق فقط قاتلًا أيقونيًا، بل أرسى قواعد نوع كامل من أفلام الرعب المعروفة بـ Slasher Films.
2. Halloween (2018)
عودة إلى الجذور… ومواجهة لا مفر منها
بعد 40 عامًا من الإصدار الأصلي، عاد الامتياز بحلة جديدة تجاهلت كل الأجزاء السابقة باستثناء الفيلم الأول. نتابع لوري سترود، التي أصبحت امرأة صلبة تعيش في منزل محصّن، استعدادًا لمواجهة مايكل، الذي هرب مجددًا من السجن.
الفيلم يدمج بين الرعب النفسي والتشويق، مع لمسة إنسانية عبر علاقة لوري بابنتها وحفيدتها، في صراع متعدد الأجيال ضد الشر المتجسد.
3. Halloween II (1981)
الليلة نفسها… الرعب يستمر
يُعد تكملة مباشرة للجزء الأول، حيث تُنقل لوري إلى المستشفى بعد هجوم مايكل، الذي يواصل مطاردتها داخل أروقة المبنى المعزول. المفاجأة الكبرى في الفيلم كانت الكشف عن أن لوري هي شقيقة مايكل، ما أضفى بعدًا دمويًا شخصيًا على المطاردة.
بيئة المستشفى الليلية أضافت عنصرًا خانقًا من التوتر والرعب المستمر.
4. Halloween III: Season of the Witch (1982)
الرعب بدون مايكل… تجربة مختلفة وجريئة
خالف هذا الجزء جميع التوقعات بعدم ظهور مايكل مايرز. القصة تدور حول طبيب يحقق في مؤامرة غامضة تقودها شركة أقنعة هالوين، تتضمن شرائح إلكترونية مدمجة تؤدي إلى مقتل الأطفال بطرق مروعة عند ارتدائها ليلة الهالوين.
ورغم رفض الجمهور للفيلم عند صدوره، إلا أنه لاحقًا نال تقديرًا خاصًا على جرأته وأصالته.
5. Halloween H20: 20 Years Later (1998)
مواجهة بعد عقدين من الرعب
بمناسبة الذكرى العشرين للفيلم الأصلي، تعود لوري سترود بهوية جديدة كمديرة مدرسة خاصة في كاليفورنيا، وتحاول نسيان ماضيها الدموي. لكنها تظل تعيش كابوسًا دائمًا من عودة مايكل، وهو ما يحدث بالفعل، ما يضعها أمام مواجهة حاسمة لحماية ابنها.
الفيلم أعاد الروح الكلاسيكية للسلسلة، مع طابع درامي أكثر نضجًا.
6. Halloween Ends (2022)
الفصل الأخير… نهاية أسطورة
يُختتم هذا الفيلم ثلاثية المخرج ديفيد غوردون غرين، بعد مرور أربع سنوات على أحداث Halloween Kills. تحاول لوري أن تبدأ من جديد مع حفيدتها، إلا أن شابًا يُدعى كوري كانينغهام يصبح مرتبطًا بشكل غامض بمايكل مايرز.
الفيلم يحمل نهاية دموية كبيرة، تمثل الختام الرمزي لأحد أطول وأعنف الصراعات في تاريخ أفلام الرعب.
7. Halloween 4: The Return of Michael Myers (1988)
عودة الشر بعد غياب
بعد غياب مايكل في الجزء الثالث، يعود بقوة في هذا الجزء ليستهدف جيمي لويد، ابنة لوري سترود. ينجح الفيلم في استعادة النمط الكلاسيكي للسلسلة: المطاردات الليلية، الأطفال الخائفون، والرعب المتسلل خلف الأبواب المغلقة.
8. Halloween 5: The Revenge of Michael Myers (1989)
رابط نفسي… وخطر دائم
يُكمل الفيلم قصة الجزء الرابع، حيث تطوّر جيمي الصغيرة قدرة نفسية تجعلها متصلة ذهنيًا بمايكل. يحاول الدكتور لوميس استغلال هذه الصلة لوقف مايكل، في حين يستمر القاتل في نشر الرعب في هادونفيلد.
الفيلم يمزج بين الرعب التقليدي والجانب النفسي، ما أكسبه طابعًا أكثر تعقيدًا.
9. Halloween Kills (2022)
انتفاضة المدينة… والشر ينتصر
الفيلم يبدأ مباشرة بعد نهاية نسخة 2018، حيث يظن الجميع أن مايكل مات في الحريق. لكنه ينجو ويبدأ مذبحة جديدة في شوارع البلدة. هذه المرة، يقرر سكان المدينة الاتحاد لمواجهته، لكن النتيجة تكون مأساوية، في رسالة قوية حول كيف يمكن للخوف الجماعي أن يُنتج شرًا جديدًا.
10. Halloween: The Curse of Michael Myers (1995)
مايكل… بين الأسطورة واللعنة
يُعتبر من أكثر الأجزاء إثارة للجدل، حيث يُكشف أن مايكل يخضع للسيطرة من جماعة سرّية تفرض عليه القتل عبر لعنة شيطانية. يعيد الفيلم جيمي لويد إلى المشهد، ويُسجل الظهور الأخير للممثل دونالد بليزنس بدور الدكتور لوميس قبل وفاته.
في الختام:
سلسلة “هالوين” ليست مجرد أفلام رعب، بل رحلة عبر الأجيال في مواجهة الشر، والهوس، والخوف الإنساني الدفين. من البداية الكلاسيكية في 1978، إلى النهاية العاطفية في 2022، تركت السلسلة بصمتها في كل زاوية من زوايا الرعب السينمائي.
سواء كنت من محبي الرعب النفسي أو المطاردات الدموية، فإن هذه السلسلة تقدم ما يكفي من التوتر والمفاجآت لتجعلك تعود إليها عامًا بعد عام… في كل هالوين.
فأي جزء هو المفضل لديك؟ وهل تظن أن مايكل مايرز مات فعلًا؟