في السنوات الأخيرة، بدأت منصة نتفليكس تأخذ خطوات جادة في تقديم محتوى عربي أصيل، بعد أن كانت تفتقر إلى التمثيل الحقيقي للمنطقة. من المسلسل الأردني “جن” الذي أثار ضجة كبيرة عند صدوره عام 2019، وصولًا إلى النجاح الساحق لـ”مدرسة الروابي للبنات” عام 2021، يبدو أن المنصة بدأت تفهم النبض الحقيقي للشارع العربي، ولو ببطء.
ورغم أن منصات مثل يوتيوب، رؤيا، وأمازون برايم لا تزال تحظى بحصة الأسد من المحتوى العربي، إلا أن نتفليكس تبقى خيارًا مريحًا، خصوصًا مع توفر الترجمات باللغتين العربية والإنجليزية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على بعض من أقوى وأهم الأعمال العربية المتوفرة على نتفليكس، والتي تستحق المشاهدة.
مدرسة الروابي للبنات
- اللهجة: أردنية
- المدة: 6 حلقات – كل حلقة حوالي 50 دقيقة
دراما شبابية تعالج قضايا التنمر، الانتقام، والهوية في مدرسة خاصة للبنات في عمان، الأردن. بأسلوبه الجريء، يُظهر المسلسل جانبًا نادرًا ما يُسلّط عليه الضوء في الدراما العربية: حياة المراهقات من الطبقة الميسورة، وما يعشنه خلف جدران المدارس من صراعات نفسية واجتماعية.
المسلسل لا يكتفي بالإثارة فقط، بل يُعدّ أيضًا مرجعًا لغويًا للهجة الأردنية. توفرت عبر الإنترنت ملخصات حلقات، وقوائم مفردات، وحتى أغاني المسلسل – ما جعله أكثر من مجرد عمل درامي.
الهيبة
- اللهجة: لبنانية
- المدة: 30 حلقة – كل حلقة حوالي 40 دقيقة
دراما مشوقة من قلب الحدود اللبنانية السورية، تروي قصة عائلة تعمل في تجارة السلاح، وتحكمها أعراف العشيرة والولاء. تتعقد الأمور عند مقتل أحد الأبناء، ووصول أسرته الكندية لحضور جنازته، ما يفتح الباب أمام توترات بين “الداخل” و”الخارج”، بين من غادر بحثًا عن حياة مختلفة، ومن بقي متمسكًا بالإرث والمكان.
“الهيبة” ليس فقط مسلسلًا عن العنف، بل عن الخيارات. عن الرجل الذي يريد أن يكون “شيخ الجبل” وبين قلبه الذي يدفعه نحو حياة أخرى.
عزيزة
- اللهجة: سورية
- المدة: 13 دقيقة
فيلم قصير للمخرجة سؤدد كعدان، يأخذنا في رحلة سريالية مع زوجين سوريين يقودان سيارتهما “عزيزة” في شوارع بيروت. في مشاهد متداخلة بين الواقع والخيال، يختلط الحنين بالخوف، والحب بالحرب، ويغدو التنقل داخل المدينة مرآة للتنقل النفسي بين الماضي والمستقبل.
الفيلم عُرض في مهرجان صندانس السينمائي، وتتوفر له ترجمات عربية وإنجليزية على نتفليكس.
الهدية (The Present)
- اللهجة: فلسطينية
- المدة: 24 دقيقة
عملٌ صامت في قوته، صاخب في رمزيته. تدور القصة حول أب فلسطيني يسعى لشراء هدية لزوجته في ذكرى زواجهما. لكن رحلة بسيطة تتحول إلى كابوس بيروقراطي وجغرافي على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية.
الفيلم من إخراج فرح النابلسي، ووصل إلى قائمة الترشيحات النهائية لـجائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير عام 2021.
رمان ومرّ
- اللهجة: فلسطينية
- المدة: ساعة و34 دقيقة
أول أفلام المخرجة نجوى نجار، ويُعد من العلامات الفارقة في السينما الفلسطينية المعاصرة. تحكي القصة عن “قمر”، راقصة شابة، وزوجها “زيد”، مزارع زيتون، يحاولان بناء حياة بسيطة وسط الاحتلال. لكن حين تأتي الأوامر بمصادرة أرض العائلة، تنقلب حياتهما رأسًا على عقب.
يُبرز الفيلم التحدي اليومي للفلسطيني العادي، ويمزج بين الجمال الشعري والمرارة السياسية.
أصحاب… ولا أعزّ (Perfect Strangers)
- اللهجة: لبنانية/فصحى
- المدة: ساعة و37 دقيقة
في أمسية عشاء بين أصدقاء قدامى، يقرر الجميع لعبة غريبة: مشاركة كل رسالة أو مكالمة هاتفية تصلهم بصوتٍ عالٍ. ما يبدأ كدعابة، يتحول إلى سلسلة من الانكشافات المؤلمة، تكشف كم أن الحياة الخاصة قد تكون مختلفة تمامًا عما نظهره للآخرين.
الفيلم أثار جدلًا واسعًا في العالم العربي عند صدوره، بين من اعتبره جرأة ضرورية، ومن رأى فيه تجاوزًا لقيم المجتمع.
هل تبحث عن المزيد؟
- أفلام قصيرة عربية على يوتيوب: قناة Media Visual Audio على يوتيوب تضم مجموعة واسعة من الأفلام القصيرة مع شروحات وأسئلة للمراجعة.
- مهرجانات السينما العربية على الإنترنت: إذا كنت من محبي السينما المستقلة، فهناك العديد من المهرجانات التي تُبث عروضها عبر الإنترنت – فرصة لمتابعة أعمال عربية من لبنان، مصر، المغرب، تونس، والسودان.
كلمة أخيرة
رغم أن المكتبة العربية على نتفليكس لا تزال محدودة مقارنةً بالمنصات الأخرى، فإن التنوع في القصص، اللهجات، وأساليب السرد يجعلها وجهة تستحق الاكتشاف. سواء كنت تبحث عن دراما مشوقة، فيلم قصير يحرك المشاعر، أو قصة من قلب الواقع، فإن هذه الأعمال تمنحنا نافذة حقيقية على المجتمعات العربية، بعيدًا عن الصور النمطية.
فما هو أول عمل ستبدأ به الليلة؟