“مستر بيست” تحت نيران الانتقادات: تحدٍ داخل منزل مشتعل مقابل نصف مليون دولار يثير الجدل!

في واقعة جديدة تعيد طرح الأسئلة حول حدود صناعة المحتوى على الإنترنت، وجد اليوتيوبر الأمريكي الشهير “مستر بيست” (MrBeast) نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات، بعد نشره مقطع فيديو ضمن سلسلة تحدياته التي توصف دائمًا بـ”غير المسبوقة” و”الخطرة”، والتي باتت تثير جدلًا متصاعدًا بشأن أخلاقيات المحتوى، وسلامة المشاركين، وتأثير هذه التجارب على المتابعين من مختلف الأعمار.

الفيديو الجديد، الذي حمل عنوان “هل تخاطر بحياتك مقابل 500 ألف دولار؟”، وثق محاولة رجل، يُقال إنه محترف في تنفيذ المشاهد الخطرة، للهرب من منزل مشتعل أثناء جمعه لأكياس تحوي مبلغ نصف مليون دولار، ضمن سيناريو محكم يشبه أفلام الحركة، لكن سرعان ما تحوّل إلى مصدر استياء واستغراب لدى شريحة واسعة من المتابعين.

التفاصيل: رجل مقيد داخل منزل مشتعل

في المقطع الذي تجاوز عشرات الملايين من المشاهدات خلال ساعات قليلة، يظهر أحد المشاركين — مقيد اليدين — داخل منزل بدأ الحريق يشتعل فيه تدريجيًا. التحدي كان بسيطًا في شكله، صادمًا في مضمونه: حرّر نفسك، اجمع المال، واخرج من المنزل قبل أن تلتهمك النيران.

مع تصاعد ألسنة اللهب، تظهر لحظات من التوتر الشديد، وحركات سريعة للمشارك في محاولة لجمع أكبر قدر ممكن من المال. وعلى الرغم من نجاحه في جمع ما يقارب نصف المبلغ، إلا أن المشهد انتهى بخروجه مسرعًا بينما النار تحيط بالمكان من كل جانب.

بعض المعلقين شبّهوا المقطع بـ”برامج ألعاب الجوع” (The Hunger Games)، بينما قال آخرون إن الأمر تجاوز حدود “التشويق” إلى ما هو أبعد من ذلك: المتاجرة بالخطر الحقيقي من أجل الإثارة.

مستر بيست يوضح: “كل شيء كان محسوبًا بدقة”

في مواجهة سيل من الانتقادات التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، لم يتأخر جيمي دونالدسون، المعروف باسم “مستر بيست”، في إصدار بيان يشرح فيه خلفيات التحدي والإجراءات التي تم اتخاذها لضمان سلامة المشارك.

أكد دونالدسون أن المشهد تم تنفيذه تحت إشراف دقيق من فريق محترف في المؤثرات البصرية والنارية، وأن الحريق كان محكومًا بالكامل، باستخدام مواد حارقة قابلة للسيطرة، مع وجود أجهزة تهوية، ونظام آلي لإطفاء الحريق، وأزرار طوارئ لوقف التحدي في أي لحظة.

وأضاف أن فريق إنقاذ متكامل من رجال إطفاء ومسعفين كان موجودًا في موقع التصوير طوال الوقت، وأن التحدي قد تم اختباره عدة مرات على يد محترفين في تنفيذ المشاهد الخطرة، قبل أن يتم تصوير النسخة النهائية.

وشدد على أن المشارك كان على دراية تامة بكل تفاصيل التحدي، وقد خضع لتدريبات مسبقة تؤهله للتعامل مع هذا النوع من التجارب.

التغطية الإعلامية وردود الفعل

عدة مواقع إعلامية عالمية — منها IBTimes وLADBible وGamingBible وBroBible وAl Bawaba — نشرت تقارير حول الفيديو، ناقلة ردود الفعل المختلفة من الجمهور، وتفاصيل تصريحات “مستر بيست” بخصوص سلامة المشاركين.

بعض المنصات تناولت الفيديو كنوع من “الثورة في صناعة المحتوى الرقمي”، معتبرة أنه يقدم تجربة فريدة تم تنفيذها باحترافية عالية، بينما عبّر آخرون عن قلقهم من تشجيع المتابعين الشباب على خوض تجارب خطيرة لتقليد مؤثرين، خاصة مع غياب الحدود الواضحة بين “التسلية” و”المجازفة المميتة”.

الأخلاقيات تحت المجهر

هذه الحادثة ليست الأولى التي يتعرض فيها “مستر بيست” لانتقادات بسبب نوعية المحتوى الذي يقدمه، لكنها قد تكون الأكثر حدة حتى الآن. مع ازدياد تأثير اليوتيوبرز والمحتوى المرئي على منصات مثل يوتيوب وتيك توك، تُطرح أسئلة جوهرية حول:

  • أين تقف حدود الأخلاق في صناعة المحتوى؟
  • هل يكفي وجود تدابير السلامة لتبرير المحتوى الخطر؟
  • ما مسؤولية صناع المحتوى تجاه جمهورهم من المراهقين والأطفال؟

المنتقدون يرون أن مثل هذه التحديات — حتى وإن كانت تحت إشراف محترف — تطبع مفهوم المخاطرة وتدفع البعض إلى استسهال تنفيذ تجارب مماثلة دون توفر شروط السلامة، مما قد يؤدي إلى كوارث حقيقية.

بين الترفيه والمخاطرة: هل تجاوز مستر بيست الخط الأحمر؟

لا يمكن إنكار أن “مستر بيست” نجح في تقديم نموذج غير تقليدي في عالم المحتوى الرقمي، يجمع بين الإثارة والتشويق والإنتاج الضخم. كما أنه يُعرف بكرمه في التبرعات والمشاريع الخيرية، مثل تمويل عمليات جراحية أو بناء آبار في أفريقيا.

لكن ما حدث مؤخرًا يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول المسؤولية الأخلاقية للمؤثرين الرقميين، ومدى تأثيرهم على الجيل الجديد، وضرورة وجود تشريعات أو سياسات تحكم إنتاج المحتوى عالي الخطورة.

الخلاصة:

  • التحدي المثير للجدل حدث فعليًا وتم تنفيذه داخل منزل محترق بشكل مُحكم.
  • “مستر بيست” أكد اتخاذ أعلى درجات السلامة والإشراف المهني.
  • الانتقادات تركزت على البعد الأخلاقي والخطير للتجربة، وليس فقط على سلامتها التقنية.
  • الجدل حول الفيديو يعكس توترًا متزايدًا بين حرية الإبداع الرقمي وضوابط السلامة والمسؤولية الاجتماعية.

ماذا عن رأيك أنت؟

هل ترى أن “مستر بيست” ذهب بعيدًا هذه المرة؟ أم أن كل ما فعله يدخل ضمن إطار “الترفيه المثير الآمن”؟ وهل نحن بحاجة لقوانين جديدة تحكم ما يُنشر على الإنترنت، أم أن الرقابة الذاتية كافية؟

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top