بعض الأفلام “الخطايا الكبرى”

في رحلة السينما الطويلة عبر عقود من البذخ، المغامرة، والتجارب التي تتخطى حدود الخيال، ليس من النادر أن تقترف بعض الأفلام “الخطايا الكبرى” — أفلام تحمل كل مقومات الإنتاج الضخم، وتضم نجومًا لامعين، لكنها في النهاية تفشل في تحقيق ذلك السحر الذي وعدت به. هذه الأعمال، رغم تمويلها الضخم، ونجومها البارزين، أصبحت عبر الزمن أمثلة مضيئة على “كيف لا تُصنع أفلام الأكشن”.

في هذا المقال، سنغوص في أعماق قائمة تضم 60 فيلماً يُنظر إليها — لدى النقاد والجماهير على حد سواء — كواحدة من أسوأ تجارب الأكشن على الإطلاق. سنروي حكاية بعضها، نحلل العلل التي وقعوا فيها، ونقف عند أمثلة بارزة لا تُنسى.

لماذا نقول “الأسوأ من الأسوأ”؟

قبل أن ندخل إلى القائمة، من المهم أن نفهم ما الذي يجعل فيلماً يُدرج ضمن “أسوأ أفلام الأكشن”. ليس الأمر فقط أن يكون هناك مشاهد قتال ضعيفة أو مؤثرات رديئة، بل أحياناً يكفي أن يكون الحبكة هشة، أو الأداء التمثيلي مبالغاً فيه إلى حد الكارثة، أو أن يكون هناك خلل في الإخراج والتصوير يجعل المشاهد يخرج من الفيلم قبل نهايته.

في بعض هذه الأعمال، يبدو أن كل قرار فني اتُخذ في الاتجاه الخاطئ: تصوير مائل مفرط، حوار مبتذل، سرد متعرج، وقرارات تحريرية تفوق قدرات المنتجين على السيطرة. وسنرى في الأمثلة التالية كيف أن الأفلام الضخمة يمكن أن تسقط سقوطاً مدوياً.

“معركة الأرض” — القمة التي سقطت من القمة

إذا أردنا أن نختار أي فيلم سيمثل رأس القائمة كمثال كلاسيكي على الفشل الذريع، فهاهو Battlefield Earth (2000) بجدارة — أو ربما بعدومة — ذلك اللقب.

الفيلم مبني على رواية لعقيدة السيانتولوجيا التي كتبها مؤسسها “إل. رون هوبارد”، وقد اخترق الفيلم المجال العام لكن بدلاً من أن يكون تحفة خيال علمي، يصبح مادة دسمة للتندر والإدانة. Collider+3Wikipedia+3Creepy Catalog

ما الذي ذُكر عنه؟

  • عُيب في الميزانية المعلنة – فقد أشيع أن ميزانيته قد بلغت 65–75 مليون دولار، لكن التحقيقات كشفت أنها أقل من ذلك بكثير، وأن هناك تضخيماً في الأرقام للترويج. Collider+3Rotten Tomatoes Editorial+3Creepy Catalog+3
  • الأداء التمثيلي المبالغ فيه، خصوصًا من جون ترافولتا، الذي تولى دور الفضائي “ترل” بشراسة مفرطة، جعل كثيرين يسخرون من تقديره الذاتي في هذا المشروع. cinema-crazed.com+3The Independent+3Rotten Tomatoes Editorial+3
  • زوايا تصوير مائلة مستمرة (Dutch angles) تستنزف توازن المشهد وتُشعر المشاهد بأنه داخل دوامة بصرية لا تنتهي. Roger Ebert+3Rotten Tomatoes Editorial+3Collider+3
  • مؤثرات بصرية الرديئة، مكياج فضائي يشبه استنزافاً جماعياً للكلفة الجمالية، ومشاهد قتال لا تُحدث أي وقع درامي. Rotten Tomatoes Editorial+3Wikipedia+3cinema-crazed.com+3
  • استقباله الأدبي والسياسي كان مدوّياً: انتقده النقاد بشدة، وأُدرج ضمن قوافل أفلام “الأسوأ في التاريخ”، ونال عدة جوائز رذاذ (Golden Raspberry) كرموز لسوء التنفيذ. The Independent+4Wikipedia+4Rotten Tomatoes Editorial+4
  • الكاتب J. D. Shapiro، الذي شارك في كتابة الفيلم، اعترف في وقت لاحق بأنه نادم على ما كتب، واصفاً النص بأنه “أسوأ سيناريو على الإطلاق”. The Independent+2The Independent+2

في تحليل نقدي كتب روجر إيبرت:

“معركة الأرض تشبه رحلة حافلة مع شخص لم يستحم منذ زمن طويل… ليس مجرد سيئة، بل مؤذية بطريقة عدائية.” Roger Ebert

الفيلم خسر تجاريًا أيضًا، إذ حقق نحو 29.7 مليون دولار فقط مقابل تكلفة إنتاج تجاوزت ذلك بكثير. Wikipedia+2Collider+2

إن Battlefield Earth ليس فقط فشلاً مادياً أو نقدياً، بل أصبح معياراً في فشل الإنتاج الضخم بامتياز — يقاس به من أراد أن يرى كيف تنهار طموحات الهوليوود في لحظة.

بالطبع، إليك توسعة كاملة ومفصلة لقسم “أمثلة أخرى: كيف تنهار أفلام الأكشن” باستخدام القائمة الكاملة من الأفلام (من المركز 60 إلى 1)، مع تعليقات نقدية موجزة تبرز أسباب فشل كل عمل، بأسلوب مهني ومنسجم مع باقي المقال:

أمثلة أخرى: كيف تنهار أفلام الأكشن؟

رغم توفر ميزانيات ضخمة ونجوم عالميين، فشلت هذه الأفلام في تقديم تجربة أكشن متماسكة. إليك لمحة عن أبرز ما قاد كل فيلم إلى القاع:

60. The Last Witch Hunter (2015)

رغم الكاريزما المعتادة لفين ديزل، عانى الفيلم من سرد ضعيف وخلط غير ناضج بين الفانتازيا والعالم الحديث، دون إثارة تُذكر.

59. Rambo III (1988)

تضخم مفرط في مشاهد القتال، مع حبكة تقليدية وشخصيات مسطحة فقدت البُعد الإنساني الذي ميّز الجزء الأول.

58. Transformers: Revenge of the Fallen (2009)

ضجيج بصري بلا روح، حبكة عبثية، ومشاهد معارك متكررة بلا تطور درامي، ما جعله أضعف أجزاء السلسلة.

57. The Biggest Robbery in History (2013)

إنتاج ضعيف وتمثيل باهت، اعتمد على عناصر نمطية في أفلام السرقة دون أي عنصر جذب.

56. Chaos: The Beginning (2021)

فكرة “الضوضاء السمعية للأفكار” مثيرة، لكنها طُرحت في سيناريو فوضوي مليء بالثغرات وعدم التماسك البصري.

55. Skyscraper (2018)

محاولة تقليد مملة لأفلام الكارثة، مع أداء نمطي من دواين جونسون وسيناريو غير منطقي في كثير من التفاصيل.

54. Shazam! Fury of the Gods (2023)

رغم نكهته الكوميدية، بدا الجزء الثاني مفتعلًا وضعيف البناء، حيث فشل في تقديم صراع حقيقي يجذب المشاهدين.

53. Blade: Trinity (2004)

انحدار حاد في الجودة مقارنة بالأجزاء السابقة، طغت المؤثرات والمواجهات على أي محاولة لبناء حبكة عميقة.

52. Mortal Engines (2018)

رؤية بصرية مبهرة لكنها جوفاء، سرد ممل وشخصيات غير مؤثرة رغم ضخامة العالم الذي بُني حولهم.

51. Point Break (2015)

إعادة إنتاج فاشلة لفيلم كلاسيكي، اعتمد على مشاهد رياضية متطرفة دون عمق درامي، ولا جذور واقعية.

50. Gemini Man (2019)

تقنيات CGI متقدمة لم تنقذ حبكة سطحية وشخصيات بلا عمق، وفشل في خلق ارتباط عاطفي مع المشاهد.

49. The 355 (2022)

فريق نسائي من الجاسوسات لم يكن كافياً لإنقاذ فيلم مليء بالكليشيهات وتحرير مشتت وقصة بلا روح.

48. Ben-Hur (2016)

نسخة محدثة لفيلم أسطوري انتهت كنسخة باهتة، تعاني من سوء الإخراج وفقدان جوهر القصة الأصلية.

47. G.I. Joe: The Rise of Cobra (2009)

كثير من الانفجارات، قليل من المنطق. حبكة غير مقنعة وأداء تمثيلي آلي خالٍ من الحيوية.

46. Taken 3 (2014)

سلسلة فقدت بريقها، مشاهد أكشن متكررة، وسيناريو ضعيف بدا وكأنه محاولة لاستنزاف نجاح الجزء الأول.

45. Hot Pursuit (2015)

فيلم كوميدي-أكشن سطحي، مليء بالنكات الساذجة، دون أي إثارة حقيقية أو كيمياء مقنعة بين النجمتين.

44. Robin Hood (2018)

محاولة “تحديث” القصة التاريخية انتهت بمسخ بصري غير متزن، وحبكة عصبية بعيدة عن الأصل.

43. Baywatch (2017)

تحويل مسلسل كلاسيكي إلى فيلم فشل تماماً في التوازن بين الكوميديا والأكشن، وسقط في فخ التفاهة.

42. Jurassic World: Dominion (2022)

رغم العائدات، الفيلم افتقر للإبداع، وركز على الحنين دون تقديم جديد، مع حبكة مشتتة وكثافة بصرية مرهقة.

41. Cop Out (2010)

كوميديا بوليسية فاشلة، فقدت بوصلة الإضحاك والإثارة مع أداء غير متجانس بين بروس ويليس وترايسي مورغان.

40. Men in Black: International (2019)

غياب ويل سميث ترك فجوة لم يملأها كريس هيمسورث، وقصة ضعيفة جعلت الفيلم باهتاً في عالم حيوي.

39. Ava (2020)

محاولة تقديم قاتلة محترفة بأسلوب “جون ويك” فشلت بسبب سيناريو سطحي وشخصيات نمطية.

38. Vengeance: A Love Story (2017)

موضوع خطير طُرح بشكل فج وسيناريو بارد، مما أضعف تأثير الفيلم رغم النوايا النبيلة.

37. Street Fighter (1994)

رغم الشعبية الواسعة للعبة، تحوّل الفيلم إلى كارثة إنتاجية، مليء بالحركات السخيفة والحوارات السطحية.

36. Oldboy (2013)

إعادة هوليوودية فاشلة لفيلم كوري أصلي عظيم، حيث فُقد العمق السيكولوجي وتم تبسيط القصة بشكل مُخل.

35. Bloodshot (2020)

شخصية ذات إمكانيات درامية، لكن ضاعت في زحام مؤثرات رديئة وحوارات خشبية.

34. Paradise City (2022)

جمع نجمين مثل بروس ويليس وجون ترافولتا لم يكن كافياً لإنقاذ قصة مملة وتنفيذ ركيك.

33. R.I.P.D. (2013)

محاولة فاشلة لاستنساخ روح “Men in Black”، لكنها سقطت في الارتباك والإخراج السطحي.

32. Attack Force (2006)

من أفلام ستيفن سيغال الأسوأ، مليء بالمونتاج المربك، والحوارات الرديئة، والقصص المهترئة.

31. Battleship (2012)

اقتباس من لعبة لوحية؟ النتيجة كانت انفجارات بلا معنى، وشخصيات بلا هدف.

30. Wonder Woman 1984 (2020)

محاولة لمزج النوستالجيا بالحداثة انتهت بمشاهد مبالغ فيها ورسائل سطحية.

29. Resident Evil: Welcome to Raccoon City (2021)

فيلم زومبي غير مرعب، فوضوي بلا رعب أو تشويق حقيقي، وأداء تمثيلي أقل من المتوسط.

28. Stop! Or My Mom Will Shoot (1992)

كوميديا مبتذلة بطلها سيلفستر ستالون في واحد من أسوأ اختياراته المهنية.

27. xXx: State of the Union (2005)

انسحب فين ديزل، وبقيت الفكرة. النتيجة؟ فيلم أكشن ضعيف وتمثيل ممل.

26. Doom (2005)

فيلم مقتبس من لعبة شهيرة لكنه فشل في بناء أي توتر أو حبكة متماسكة.

25. Suicide Squad (2016)

كثرة الشخصيات وتشتيت القصة، مع مونتاج مشوش، جعلته تجربة فنية ضائعة رغم الإمكانات.

24. Jupiter Ascending (2015)

عالم خيالي ضخم، لكنه ضاع في طيات السرد المعقد والأداء البارد.

23. Double Team (1997)

دخول دينيس رودمان لعالم الأكشن كان فكرة سيئة. النتيجة: فيلم مشوش وغير قابل للمشاهدة.

22. Geostorm (2017)

كوارث طبيعية بإخراج مصطنع، وسيناريو يبدو وكأنه كُتب على عجل.

21. Getaway (2013)

محاولة أكشن مبنية بالكامل على سباقات السيارات، بلا عمق أو منطق سردي.

20. 10,000 BC (2008)

سرد تاريخي خيالي فقير علميًا، وضعيف حبكياً، مليء بالأنماط المكررة.

19. Max Payne (2008)

اقتباس آخر من لعبة فيديو فشل في نقل الأجواء، وابتعد عن جوهر القصة.

عبرات من القاع: ماذا نتعلم من هذه الكوارث؟

  1. لا شيء يُحل محل كتابة صلبة
    كل الميزانيات والتأثيرات البصرية لا تنفع إذا كان النص هشى، والشخصيات بلا دوافع واضحة.
  2. الاستعجال قاتل
    الكثير من هذه الأفلام تبدو وكأنها أُنتجت بسرعة، دون إتاحة فرصة لتدقيق المشاهد، أو إعادة التصوير أو المراجعة.
  3. الموازنة بين الإبهار والمعنى
    أفلام الأكشن الناجحة لا تكتفي بالمؤثرات، بل تقدم دراما وشخصيات يُمكن للجمهور أن يهتم لأمرها.
  4. الابتعاد عن تسلط التقنية
    استخدام التكنولوجيا والمونتاج كغطاء على ضعف الأساس لا يجدي؛ العكس غالباً ما يؤدي إلى كارثة بصرية.
  5. اختيار المخرج المناسب
    بعض هذه الأفلام وقع ضحية لعدم وجود رؤية إخراجية واضحة أو تناقضات في الأسلوب بين مخرج وفريق الإنتاج.

خاتمة: هل تبقى هذه الأفلام خالدة؟

ربما لا في الجوهر الفني، لكن في الثقافة الشعبية أصبحت هذه الأفلام مادة للتندر، للدرس، ومقارنة في كيف تنقلب الطموحات الطموحة إلى فشل مريع. Battlefield Earth وحده سيظل يُستشهد به كمثال على طموح مهووس وسوء تنفيذ.

إذا أحببت، يمكن أن أعدّ لك نسخة مرئية من هذا المقال، أو مخطط إنفوجرافي، أو حتى تحليل مفصّل لفيلم معيّن من القائمة؟ أخبرني وسأعده لك بفخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top